صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه . |
رقم المشاركة : ( 1 ) | |||||||
| الحلقة (٢٨) ﴿وَذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧] أيها الكرام/ تنام قرير العين هانئ البال ، منشرح الصدر ، مسرور الفؤاد ، فتستيقظ على احتباس صدر ، وامتعاظ وضيق ، وهم وحزن ، إنها الدنيا وما تحمله معها من أكدار ولأواء ، وأشجان ومحن ، فهي غير ثابتة ودائمة ، وليست بمستقرة على حالة لذلك حري بالمرء أن يطلب الخلاص من كيدها ، والفكاك من قبضتها ، وذلك لايمكن أن يتأتى للعبد مالم يهرع العبد ويفزع لله رب العالمين ، الذي بيده تفريج الكرب ، وإزاحة الوجع والعناء ، بقوله للشيء كن فيكون. أحبتنا/ إن الحزن الذي يكابده العبد ، قد يكون محنة ، وقد يكون منحة ، فهو محنة إذا فقد الدليل ، واختلت معه البوصلة ، وهو منحة وعطاء من رب السماء ، إذا عرف طريق الصبر ، ووعى درب الشكر ، وسأل ربه بألوهيته وربوبيته أن يكون معه ، وأن يهديه السبيل ، واحتمى به سندا وظهيرا ، ومعينا ونصيرا يقول جل ذكره: ﴿قُل مَن يُنَجّيكُم مِن ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ تَدعونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفيَةً لَئِن أَنجانا مِن هذِهِ لَنَكونَنَّ مِنَ الشّاكِرينَ﴾[الأنعام: ٦٣]. أيها الأحبة/ وإذا كان للرضا والتسليم ، والاعتصام بالملك العلام ، طريقا من طرق الخلاص ، فإن الانكفاء على الحزن ، والاستسلام للشجن ، يوهي القلب ، ويضعف الجسم ، ويورث الظنون ، ويوجد النصب ، ويذهب الصحة ، ويعمق الأسى ، ولربما أورد المرء موارد العطب ، ولذا لم يكن له علاج كعلاج مناداة الله في الظلمات ، وسؤاله في الخلوات ، لكشف الكرب ودفع الضر، وهو ما أدركه ذو النون في حوته ، وظلمات إذ نادى خالقه ومجد إلهه ووحد سيده ، فكان له مشرقات الخلاص التي انتشلته إلى النور ، وهدته من حالكات الديجور. أيها السائرون/ وإذا كنت سأعجب ، فإن عجبي ممن ألمت به الخطوب ، كيف نسي دعاء ذي النون وهو في قلب الظلمات ، وغفل عن التسابيح في الخلوات ، وسدر في عميق السِنَة والغفلات ،ونسي أو تناسى مجيب المضطر إذ دعاه ، وكاشف المكروب من بلواه ، فإن البائس هو الذي انكفأ على أحزانه وهمومه ، وضيقه وغمومه ، وأخطأ الطريق إلى الله ، فحيهلا أشرق وابتسم ، وأنر طريقك بسؤال الله ، فما خاب حزين اتجه لله ، والتمس الفرج من مولاه. ٢٨ رمضان ١٤٣٨هــ بقلم/ خميس المكدمي | ||||||
*=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===* |
|